شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الدليل على كثرة الملائكة
...............................................................................
كذلك من هذا الجنس أيضا: الملائكة خلقهم الله تعالى أرواحا مستغنية عن أجساد تقوم بها، أرواح بلا أجساد؛ ولذلك ينزل الملك على النبي صلى الله عليه وسلم والناس حوله ولا يراه أحد, ويلقي عليه الوحي ويحدثه بما أمر به ويلقي في قلبه ما أرسل به، ثم يرجع ما يراه أحد ممن حوله.
لا شك أن هذا دليل على أنهم أرواح بلا أجساد, أعطاهم الله تعالى القدرة على التشكل, فإن الملك ينزل كثيرا بصورة رجل, يتصور بصورة رجل, ويفهم الناس أن هذا إنسان، كما يتصور بصورة دحية بن خليفة الكلبي اسم> وغيره، فهذا بلا شك دليل على قدرة الخالق سبحانه. بعد ذلك نقول: إن هؤلاء الملائكة لهم أشكال؛ منهم من هو صغير ومنهم من هو كبير.
ورد في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فهذا من خلق الله تعالى له ستمائة جناح, مع أنه أحيانا يتصور بصورة رجل, يعني يقدر بقدرة الله أن يتمثل بصورة إنسان كسائر الناس, وأما خلقته التي خلق عليها -كما ذكر في هذا الحديث- أنه قد سد الأفق.
من جملة خلق الله تعالى من الملائكة حملة العرش ورد في عظم خلقهم ما لا يحيط به إلا الله, قد عرف أن العرش سقف المخلوقات، وأنه لا يحيط به إلا الله, قد ورد في بعض الأحاديث أو الآثار أن العرش نسبة الكرسي إليه كحلقة ألقيت بأرض فلاة, حلقة ألقيت بفلاة من الأرض, وأن السماوات السبع والأرضين السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس، السماوات.. ذكر الله سبع سماوات, وسبع أرضين في قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وإذا كان هذه عظمة السماوات والأرض, وهذا صغرها بالنسبة إلى الكرسي، كذلك أيضا نسبة الكرسي صغيرة إذا نسب إلى العرش، الكرسي في العرش كحلقة من حديد ألقيت بأرض فلاة، ماذا تشغل هذه الحلقة؟! إذا كانت هذه عظمة العرش فإن الملائكة يحملونه.
قال تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
كذلك ورد أيضا ما يدل على عِظَم خلقتهم, وأنهم لا يحصي خلقهم ولا يقدر قدرهم إلا الله. في حديث في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
لا شك أنهم -على ما عرفنا- خَلْق من خلق الله, أرواح, ولكن لا بد أن يكون لهم قدرة, وأن يكون لهم منعة, وأن يكون لهم قوة, ولذلك وصفوا بأنهم يحملون العرش.
كذلك ملائكة آخرون من غير حملة العرش لهم عِظَم, ولهم كثافة خلق وعظمة لا يقدر قدرها إلا الله, عظمة هذه المخلوقات تدل على عظمة الخالق؛ فإنه الذي أوجدها والذي خلقها, والذي قدرها قدر على خلقها مع كبرها ومع عظمة أبدانها وأرواحها، قدر أيضا على خلقها مع تنوعها ومع كثرتها وتغير أشكالها وما أشبه ذلك، لا شك أن هذا دليل على عظمة الخالق.
فالكلام في هذه المخلوقات إنما ذكرت ووصفت ليستدل بها على عظمة من خلقها وأوجدها, وإذا عرفت عظمة الخالق فإنه كذلك يكون أهلا أن يُعَظَّمَ, وأن يوحد ويعبد وحده لا شريك له؛ لأنه تفرد بهذه العظمة, بالعظمة الذي هذه عظمة مخلوقاته, فكيف بعظمته بذاته؟!
مسألة>